ضبط شخص طلب فتوى لاغتيال المبعوث الأممي للسودان.. ومطالبات بمحاكمته
ضبط شخص طلب فتوى لاغتيال المبعوث الأممي للسودان.. ومطالبات بمحاكمته
أثار طلب أحد المتحدثين في فعالية أقامتها مبادرة "نداء السودان" إصدار فتوى في اغتيال رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس، سخط الأوساط السودانية.
وأصدرت البعثة الأممية بيانا أدانت فيه هذه الخطوة، مطالبة الحكومة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بحسب ما ذكرت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية.
من جهتها، تبرأت مبادرة "نداء السودان" في بيان من الخطوة، مؤكدة أن المتحدث الذي طلب فتوى اغتيال فولكر عبر عن نفسه، قبل أن تعود وتشدد على مناهضة البعثة بالطرق السلمية دون اللجوء إلى العنف.
وفي السياق، تداولت وسائل إعلام سودانية أنباء عن اعتقال المتحدث الذي طلب فتوى الاغتيال، مشيرة إلى أنه سيتم تقديمه للمحاكمة وفق الإجراءات القانونية.
وكان رئيس حزب "الأمة" ورئيس الوزراء السوداني السابق مبارك الفاضل، قد كشف عن طلب الحكومة السودانية لمجلس الأمن بإبعاد فولكر، مطالبا في تغريدة له وزارة الخارجية السودانية بمتابعة الطلب.
وواجه فولكر انتقادات عدة من شريحة واسعة من السودانيين، كما تم اتهامه من قبل الكتلة الديمقراطية بعدم الحياد، حيث سبق وهدد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بطرده.
جاء ذلك بالتزامن مع إحياء السودانيين الذكرى الرابعة لسقوط نظام الرئيس السابق البشير في 11 إبريل 2019، كما تزامن أيضاً مع اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، تعهّد خلاله بلينكن بدعم العملية السياسية في السودان الهادفة إلى نقل السلطة من العسكريين إلى المدنيين، وفق "الاتفاق الإطاري" الذي وقّعه الجانبان في 5 ديسمبر الماضي.
مساعٍ نحو الاستقرار
في الخامس من ديسمبر الماضي وقعت القيادة العسكرية ومجموعة واسعة من الأطراف المدنية على الاتفاق السياسي الإطاري، الذي يمهّد الطريق لجولة أخرى من المحادثات حول التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي وتشكيل حكومة مدنية جديدة تقود البلاد نحو الانتعاش وإجراء انتخابات ديمقراطية، وهذا على مدى مرحلة انتقالية تمتدّ لفترة سنتين.
وأعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان (اليونيتامس)، فولكر بيرتس، عن تفاؤله حيال الجهود الحثيثة التي تجري حاليا في السودان والتي تبعث الأمل في أنّ السودان قد يجد مخرجاً من الأزمة ويشرع في مرحلة انتقالية جديدة أكثر استدامة، مؤكداً وجود تشجيع دولي لأي عملية تقود إلى تسوية معقولة ومعترف بها ومستدامة.
وأكد بيرتس أن هذه المرحلة الثانية والأخيرة في العملية السياسية مهمة جدا طالما كان الهدف منها الوصول إلى تسوية سياسية، ستقود حتما إلى إنشاء حكومة مدنية وإلى مرحلة انتقالية جديدة أو بالأحرى إلى عودة إلى الانتقال السياسي نحو السلام والاستقرار الداخلي والانتخابات والحكم الديمقراطي.
ومنذ قرارات التصحيح التي اتخذها الفريق عبدالفتاح البرهان وهو قائد الجيش، في أكتوبر عام 2021، يتظاهر آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
وخلال التظاهرات المستمرة التي شارك فيها الآلاف من الشعب السوداني، قُتل ما يزيد على المئة من المتظاهرين وجرح العشرات منهم، بحسب ما ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية بجانب اندلاع أعمال العنف بين الحين والآخر بين القبائل المختلفة في ظل الأزمة الأمنية والسياسية وتبعاتها الاقتصادية في البلاد.